أخبار طرابلس

حرف تراثية من طرابلس

في ظل تقدم التكنولوجيا والصناعة، تواجه الحرف اليدوية تحديات كبيرة بين الاندثار والبقاء. يُعتبر الحفاظ على الحرفاليدوية تحديًا متزايدًا في عصرنا الحديث، مع تغير أساليب الحياة والتوجه نحو الإنتاج الصناعي.

مع ذلك، تظل هذه الحرف اليدوية جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي والفني للشعوب، حيث تنقل تقنيات تصنيع تراثية عبرالأجيال. يعتبر الابتعاد عن هذه الحرف التقليدية خسارة للمهارات اليدوية والفرص للتعبير عن الإبداع والهوية الثقافية.

خلال جولتنا في معرض ارتيزانات الذي اقيم في الرابطة الثقافية ضمن فعاليات طرابلس مدينة للثقافة العربية 2024 لفتتنااحدى الحرف الابداعية التي تكاد تندثر في عصرنا الحديث وهي صناعة العصي وهي من تراث طرابلس القديم.

التقينا السيد باسم عبد الفتاح الحرفي الفنان وكان لنا معه لقاء حول هذه الحرفة المميزة

سبداية هل لك ان تعرفنا على هذه الحرفة المميزة ومن أين اكتسبتها؟

جبعد التقاعد من الوظيفة كان لا بد لي ان املأ وقتي بعمل مثمر  او هواية وكوني اهوى الطبيعة اتجهت الى ممارسة هذةالحرفة  كهواية أولا ومع الوقت تعمقت في هذه الصناعة اليدوية للتعرف على كافة جوانبها وكيفية اتقانها ، وتبقى الحرفاليدوية ذات قيمة وتأخذ بعدا تراثيا.

سما الذي يميز الحرف اليدوية عن تلك المصنوعة بآلات في المصانع؟ 

جطبيعة الانسان تبحث عن التميز ، الآلة تعطينا الآلاف من نفس القطعة بنفس الشكل والمواصفات لكننا من خلال الحرفةاليدوية نعطي لكل قطعة شكل ومواصفات مختلفة مما يشعر من يقتنيها انه متميز ويحمل قطعة لا نظير لها بالشكلوالمواصفات.


سمن اين تحصل على المواد الأولية وماهي الأدوات التي تستخدمها ؟

جالمواد الأولية هي عبارة عن اغصان متكسرة من يراها للوهلة الأولى يستبعد ان يتحول هذا الجذع الى قطعة فنية وكثيرمن الاوقات الشكل الأولي للجذع هو ما يوحي لي بالتصميم، اما الادوات فهي نفس الادوات البدائية التي كان يستخدمهاالأجداد في هذه الحرف واهم اداة استخدمها هي التعامل مع كل جذع انه قطعة فنية تأخذ من الوقت والجهد والاهتمام مايجعلها مميزة وهذا ما لا تؤمنه المصانع والماكينات.

سلماذا تعتبر هذه الحرفة تراثية؟

جمن ينظر في التاريخ العربي وحتى العالمي يجد ان العصاة كانت رفيقة الرجال قبل ان تكون اداة لمساعدة كبار السنعلى المشي فمن زمن النبي موسى عليه السلام إلى الفراعنة والملوك والأمراء وحتى التاريخ ليس البعيد كان الجنرالات وقادةالجيوش كان لكل منهم عصاة متميزة وفي بلاد الشام وطرابلس تحديدا كانت العصاة من مظاهر الرجولة وتعتبر حتى انها منالزينة التي يتحلى بها الرجل عندما يلبس الغمباز والطربوش فكانت العصاة لا تفارق يده.

سكلمة اخيرة تحب ان توجهها في هذه المناسبة

جانا مع دعاة التطور والوصول الى اقصى قمة في التكنولوجيا لنواكب العصر دون ان نسيء الى تاريخ وتراث واخلاقياتمدينتنا طرابلس واليوم جميعنا مطالب ان نحمي الارث الثقافي والديني والمهني لهذه المدينة الحية منذ مئات السنين ، رغمالاهمال لكنها تبقى عاصمة ابدية للتراث والعلم.

حمل تطبيق الفجر الجديد
زر الذهاب إلى الأعلى