خاص الفجر الجديد

الرأي العام والمختاريين لشغل وظائف الخارجية السودانية…

الخرطوم:فاطمة عبيد
نتيجة لعدد من التساؤلات التى اثارتها وسائل الإعلام السودانية ومواقع التواصل الاجتماعي بخصوص أختيار عدد من المختاريين لشغل وظائف بالخارجية السودانية اثارت غضب الكثييرين وتشكك بنزاهة لجنة الإختيار للخدمة المدنية والخارجية السودانية صدر اليوم بيان من المختاريين لشغل وظائف بالخارجية السودانية لتوضيح الحقائق وإسماع الراي الآخر واليكم البيان:*
بيان للرأي العام من المختارين لشغل وظائف بالخارجية السودانية
“العدالة هي الضمير، وليست ضميرك الشخصي، بل ضمير البشرية جمعاء”. ألكسندر سولجينتسين
الفضليات والأفاضل
جميع من إهتم وتفاعل وتابع ما أثير ويثار مؤخراً حول التعيينات الجديدة بوزارة الخارجية السودانية
نبعث لكم بأطيب التحايا ووافر الإحترام
نكتب إليكم نحن بعض الذين وقع عليهم الإختيار للوظائف مثار الجدل – حيث لم نتمكن حتى كتابة هذه السطور من التواصل مع كافة المختارين – أملاً في توضيح الحقائق وإسماع الرأي الآخر وجعل الصورة جليةً أمامكم.
ونؤكد تفهمنا لإنفاعلكم مع الحدث، بل وحتى غضبكم – المشروع – الذي يؤكد حرصكم على تحقيق العدالة وعدم الضيم خاصة ونحن نعيش ثورة بذلت فيها الدماء والدموع والآلآم رخيصة تنشد العدالة للجميع.
ونحن إذ نكتب بعد صمت طويل آثرنا أن نلوذ به صبراً وحلماً آملين خروج المؤسسات المعنية متمثلة مفوضية الإختيار للخدمة المدنية القومية ووزارة الخارجية الموقرة، للتوضيح لجمهور السادة والسيدات والرأي العام، ولما طال إنتظارنا وأصبحت القضية قضية رأي عام بإمتياز شغلت الناس واستحوذت على اهتمام الوسائط ووسائل الإعلام، لم نجد بداً من التوضيح خاصة وأن الذين وقع عليهم الإختيار أصابهم ما أصابهم من إتهامات أُلقيت جزافاً قابلوها بالصبر الجميل دونما ذنب إقترفوه، مع تقديرنا التام لمشغوليات أو تقديرات الوزراة واللجنة فيما يتعلق بتوقيت التوضيح، وزادت أهمية التوضيح بعد القرار الذي أصدره معالي رئيس الوزراء السيد/ عبدالله حمدوك بتشكيل لجنة – نُجل أعضائها ونقدرهم – عُهد إليها ببحث الموضوع.
سيداتي سادتي، إننا نخاطب فيكم ضميركم الوطني والإنساني وننشد إنصافكم أنتم وزملائنا المتنافسين الذين لم يقع عليهم الإختيار والذين نشهد بكفائتهم/ن أجمعين، ونؤكد أنهم جميعاً على قدر عالٍ من التأهيل والجدارة و لا نقدح في إخلاصهم وحسن نواياهم فهم أصدقاء وأعزاء خاضوا سباق التنافس المشروع – كما نحن – بصبر وشرف، إلا أننا نوجه لزملائنا الذين لم يقع عليهم الإختيار صوت لوم وعتاب، إذ لم يخرج أي منهم ليقول الحقيقة وينفي عن زملاءه ما تم وصفهم به، فجميع المتنافسين يعلمون أن الذين وقع عليهم الإختيار ليسوا “راسبين أخذوا مكان الناجحين عبر الفساد والمحسوبية” وفق ما تم تصديره للرأي العام، خاصة وأن هذه المعلومة المضللة كانت الأساس الذي قامت عليه الحملة الهوجاء ضد من وقع عليهم الإختيار، وما زال طلبنا وعشمنا فيهم قائماً فإن أتى أحدهم متأخراً للصدع بالحق فهو بالتأكيد خير من كتم الشهادة والإمساك عن الحقيقة التي هو أدرى بها من غيره.
كما نذكر الزملاء الأعزاء، أنهم فور إعلان أسماء المختارين أشادوا أيما إشادة برصفائهم الذين وقع عليهم الإختيار، فكل من تعرف أحد المختارين/ات أشاد به/ا وبكفاءته/ا وأكّد أنه إختيار صادف أهله، ولكن بعد أن ظهرت الحملة الإعلامية التي تقلل من شأن المختارين، لم نسمع منهم رأياً ينصف زملائهم، عندما كنا – وما زلنا – في أشد الحوجة للإنصاف.
وهناك آخرون من الزملاء انقطع فيهم الأمل والرجاء، ونعني هنا من تولى كبر قيادة الحملة بالترويج لذات المعلومة المضللة المشار إليها أعلاه مع سبق الإصرار والترصد مستهدياً بجوزيف جوبلز عندما قال”إكذب، إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس”، وذلك في لحظة من الإنجراف وراء علل النفس البشرية ونقصها، وتغييب متعمد للضمير الذي لم يستذكر أنه بذلك يسبب أذىً كثيراً لآخرين يعلمون هم قبل غيرهم انهم مجرد متنافسين عاديين وليسوا فاسدين أو تم أختيارهم بمحسوبية على حساب المستحقين، أما ثالثة الأثافي فتكمن في التدثر بشعارات الثورة النبيلة عند الخوض في التضليل دون أن يطرف لهم جفن وهو أمر لجدُ غريب، في حين أننا نحتفظ بما خطته أيديهم حول رأيهم في أدائهم غير الموفق في المعاينات، وكذلك رأيهم في أن لجنة المعاينات محترفة وأن المعاينة أصعب من سابقتها حسب تقييمهم الشخصي، ولكن أخلاق الزمالة والتنافس الشريف تحتم علينا عدم المجاراة في هكذا أساليب.
وفي ذات الصدد، فإننا نوصل صوت لوم للأساتذه الكتاب والاعلاميين الذين خاضوا في الأمر دون تثبت ودون الإجتهاد – يفرضه عليهم واجبهم المهني – في التواصل مع طرف مهم في هذا الملف، وهو المختارون أنفسهم، خاصة وأنهم تعرضوا – وما زالوا – لإتهامات جزافية تنعتهم بالفساد والمحسوبية دونما ذنب سوى أنه وقع عليهم الإختيار بعد المعاينات، ونطلب منهم إعادة النظر والإستماع للطرف الآخر، ومن ثم لهم مطلق الحرية في إبداء الرأي دون حجر أو محاباة، ونؤكد استعدادنا للتواصل مع كل باحث عن الحقيقة والإنصاف.
وإذا دلفنا إلى صلب الموضوع وتفاصيله، نجد أن الرحلة بدأت في العام المنصرم 2020م بإعلان التقديم لوظائف كوادر وسيطة/ خبرات بوزارة الخارجية السودانية (مستشارين وسكرتيرين أوائل) لتخصصات أكاديمية بعينها محددة في الإعلان، وتم فتح باب التقديم في الداخل أولاً وتم الاستدراك بفتح التقديم للسودانيين والسودانيات المستوفين للشروط والمقيمين في المهاجر بسفارات وقنصليات السودان بالخارج وذلك تحرياً لمزيد من العدالة بإتاحة الفرصة لسودانيي المهجر، ونثمن عالياً تلك الخطوة التي إستفاد منها كثيرون بالإنخراط في سباق التنافس.
ما أن تم تجميع بيانات المتقدمين حتى نشرت كشوفات الجلوس لأولى المراحل وهي الإمتحان الإلكتروني، وهو إمتحان لقياس القدرات (IQ) إشتمل على أسئلة منوعة بين العلاقات الدولية والمعلومات العامة واللغة الإنجليزية والمسائل الرياضية وبعض الأسئلة الأخرى مثل ترتيب الأشكال الهندسية بصورة صحيحة، وكانت الدرجة القصوى لهذا الامتحان (40) درجة، وأحرز المتنافسون درجاتٍ متفاوتة وانتقل كل من أحرز (20) درجة فما فوق للمرحلة التالية، فيما اُستبعد من حصدوا (19) درجة فما دون، وتساوى المتأهلون للمرحلة التالية دونما تفضيل مهما كانت الدرجة المحرزة فكلهم ناجحون وكلهم سواء.
المرحلة التالية كانت هي الإمتحانات التحريرية، وهي مرحلة أثارت جدلاً كثيفاً وأسالت الكثير من المداد في أوساط المتنافسين، حيث أوكلت مهمة وضعها وتنظيمها وتصحيحها للمؤسسة الأكاديمية الأعرق في البلاد جامعة الخرطوم، تلك المؤسسة العلمية المرموقة التي يشهد لها القاصي والداني بالحياد والصرامة الأكاديمية، وهنا تجدر الإشارة إلى أن التجارب السابقة كانت تقوم على إمتحان متنوع من ورقة واحدة تكون الإجابة فيه على طريقة كتابة المقالات باللغتين العربية والانجليزية كما تتاح فرصة لمختصي اللغات الأخرى باستخدامها كلغة ثانية بدلاً عن الانجليزية، وتكون المقالات المطلوبة في مواضيع ذات صلة بالشأن السياسي خاصةً الدولي والإقليمي، وتؤخذ درجة النجاح فيه بما يعادل الحصول على (50%) فما فوق من الدرجة الكاملة، والجديد في امتحان الدفعة التي نحن بصددها أنه تم تقسيم الامتحان إلى (4) ورقات، وتم اعتماد الناجحين في متوسط درجات الورقات الأربع، وهو ما يدحض تماماً ما تم تداوله بإختيار راسبين، حيث تأهل لمرحلة المعاينات كل من نال نسبة (50%) فما فوق في المتوسط، غض النظر عن درجة هذه المادة أو تلك، وهو ما وجد ارتياحاً من جميع المتنافسين نظراً للضعف العام في النتائج، ونستدل على ذلك بعدم رصد أي اعتراض على ذلك المعيار، مما يعني أن جميع من تأهل لمرحلة المعاينات الشخصية كان نجاحاً – حسب المعيار المتبع – بعكس ما تم الترويج له، وليس هناك راسبون، وحق لنا أن نتساءل حول قبول الجميع لمعيار التأهل لمرحلة المعاينات، وتكبدهم مشاق الوصول لمقرها للمثول أمام اللجنة أملاً في اختيارهم، فهل إذا تم اختيار أحدهم كان سيتخذ ذات الموقف الحالي من طعن وتشكيك في العملية وفي زملائه المختارين؟
ثالث المراحل، كانت هي المعاينة الشفهية مع لجنة مكونة من سفراء وممثلين لمفوضية الاختيار، وخبيرة في علم النفس، وهي مرحلة لم تجد حظها من تسليط الضوء أثناء الجدل المثار حول القضية، وتم التطرق إليها في الحملة القائمة في مواضع قليلة بتبخيس يمكن وصفه بالمخل، علماً بأنها مرحلة ذات ثقل كبير لاختيار موظفين بالسلك الدبلوماسي، حيث من المؤكد أنه لن تفوت على فطنة القارئ أن الصفات الشخصية وسمتها العام المتمثل في الحضور والكاريزما وطريقة عرض الأفكار والثبات الإنفعالي عند التعرض للمواقف المستفزة، فضلاً عن اللباقة والأناقة، تعتبر من أهم الصفات الواجب توفرها لدى منسوبي السلك الدبلوماسي، وهو الجانب الذي بز فيه المختارون رصفائهم المتنافسين مع كامل الاحترام والتقدير لهم، فبطبيعة الحال لسنا أمام اختيار لوظائف ذات طبيعة مكتبية أو أكاديمية، مع كامل تقديرنا لكافة المهن والوظائف، وإذا أردنا تفصيلاً، فقد تضمنت أسئلة المعاينة – بعد أخذ البيانات الشخصية – تطوافاً في استعراض مهارة التحدث باللغة الانجليزية لقياس مدى تمكن المتنافس من أدوات هذه اللغة في التعبير، كما يتم السؤال عن قضايا متخصصة في الشأن السياسي سواء كان داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، نذكر على سبيل المثال منها لا الحصر أسئلة عن ملف سد النهضة وقضية التطبيع مع إسرائيل، وملف أعفاء الديون ودخول السودان تحت مظلة مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون (هيبك) والاتحاد الافريقي وهياكله، والسياسة الخارجية للفترة الانتقالية، ومحور السياسية الخارجية في مبادرة رئيس الوزراء حول الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال “الطريق إلى الأمام”، غير ذلك من الأسئلة المتخصصة التي تتناسل منها أسئلة أخرى تستنبطها اللجنة الموقرة من إجابات المتنافس، تختبر فيها طرق عرضه للمواضيع وثباته الانفعالي في حال المباغتة والمواقف الصعبة، ونتحدى كل من حاول من الزملاء تصوير المعاينة على أنها كانت محض “دردشة” فكثير منهم سرد تفاصيل معاينته في المجموعات التي تجمع بها المرشحون لمتابعة كل ما يتعلق بمراحل عملية الاختيار، كما يُسأل المتنافسون عن خبراتهم وتخصصاتهم وما يمكن أن يضيفوه للوزارة في حال تم إختيارهم، في ختام المعاينة وتلطيفاً للأجواء يتم السؤال عن المواهب والاهتمامات، وهو ليس سؤالاً اعتباطياً لمن يأمل في الالتحاق بالسلك الدبلوماسي، تستكشف منه اللجنة اهتمامات المتنافس وثقافته وسعة أفقه، فمطلوب منها اختيار دبلوماسي ويا لها من مهمة عسيرة ودقيقة، إلا أنها لن تعجز مختصين حاذقين من ذوي الخبرة والدربة والتمرس.
وبعد التعرف على بعض المختارين لشغل الوظائف مثار الجدل، يمكننا أن نضيف اجتهاداً تحليلياً – ليس ملزماً ولسنا متيقنين من صحته – من شأنه أن يساعد في فهم دواعي الاختيار، حيث وجدنا أنهم من تخصصات وخبرات عملية متنوعة بحيث تؤدي الى تغطية ملفات ومهام الوزارة المختلفة، فليس من المنطق أن يكون جل المختارين من خريجي الاقتصاد على سبيل المثال، ونظراً لمحدودية عدد الوظائف المتاحة – في هذه المنافسة – فلا بد من إحداث التوازن، فلاحظنا أنه تم اختيار مختصين في الترجمة واللغة الانجليزية، وآخرين في اللغة الفرنسية، والصينية، وهناك من هم ذوي خبرة في المجال الإعلامي، وأحدهم مختص في منطقة القرن الإفريقي وله خبرة عملية بها، وهناك من له باع في مجال المنظمات وما يزال يعمل بها، وبعض دارسي العلوم السياسية والاقتصاد والقانون، وفيهم من هو على رأس عمله بسفارات أجنبية، ومختصة بقضايا الهجرة واللجوء والنزاعات الحدودية والتداخل السكاني، كل هذه عوامل مرجحه عند المفاضلة بين هذا المتنافس أو ذلك، فالأمر ليس مقتصراً على التخصص الأكاديمي الذي تم الحصول عليه قبل أكثر 10 أعوام على أقل تقدير.
في الختام، بعد كل هذا الصبر على التجريح والإساءة والتعامل برباطة جأش – ودبلوماسية – مع تلك الحملات طوال الفترة الماضية، فإننا نطلب الانصاف ورد الاعتبار من الاعلام والرأي العام وفوق هذا وذاك من زملائنا المتنافسين ومن الوزارة الموقرة ومفوضية الاختيار، كما نعرب عن استعدادنا وتطلعنا لمقابلة اللجنة الجديدة التي شكلها معالي رئيس الوزراء، ونعلن أننا بصدد عقد مؤتمر صحفي يوضح الحقائق ويدحض الشائعات حول من وقع عليهم الإختيار ويعكس تنوعهم الثري الذي يعد إضافة لمسيرة الدبلوماسية السودانية الحافلة بالنجاحات والإشراقات.
مرفقات:
مرفق رقم (1) رابط قرار مفوضية الاختيار بمعيار التأهل لمرحلة المعاينات
https://www.facebook.com/109344651341407/posts/121920513417154/

مرفق رقم (2) رابط لكشوفات المتأهلين لمرحلة المعاينات لوظائف المستشارين المنشورة بصفحة المفوضية
https://www.facebook.com/109344651341407/posts/121918573417348/

مرفق رقم (3) رابط لكشوفات المتأهلين لمرحلة المعاينات لوظائف السكرتيرين الأوائل المنشورة بصفحة المفوضية
https://www.facebook.com/109344651341407/posts/121919810083891/

مرفق رقم (4) الخبر المنشور بوكالة سونا للأنباء بعد اعلان نتيجة الإختيار والمتضمن توضيحات من وكيل وزارة الخارجية حول آلية الإختيار
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1561015397418062&id=139111706275112

حمل تطبيق الفجر الجديد
زر الذهاب إلى الأعلى